المرأة الكاذبة

بسم الله الرحمن الرحيم

في إحدى الليالي استيقظت من النوم متشبعاً .. لي رغبة في فتح نافذة غرفتي .. فتحت النافذة
نظرت إلى السماء الصافية المزينة بالنجوم وكأني أنظر إلى قماش أسود مرصع بالألماس ولا أقول في نفسي إلا سبحان الذي قال { وزينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين } ،،،
ما أجمل ما أرى من جمال صنع الخالق .. حتى فاجئني مؤذن الحي بصوته الجميل مكبراً باسم مبدع السماوات والأرض فهممت إلى خير العمل إلى قوت الآخرة ..
خرجت من المسجد ،،، ذهبت إلى شارع قريب من منزلي لأسير فيه و امتع ناظري باشراقة الصباح فعندما اكمتل قرص الشمس وانكشف كل مستور صعقت من هول المنظر وظهرت أمواج وجهي وخيالي بدأ يضيق شيئاً فشيئاً كلما بدأت الشمس في الإرتفاع .. سحب من أدخنة المصانع والمركبات كادت مزامير العربات وضوضاء الناس تفقدني صوابي .. << أليس هذا كحقيقة الأنفس .. أليس هذا فعل البشر .. أغلبهم يقولون ما لا يفعلون >> إذاً أين القيم وأي مظاهر نعيشها في زمننا ..
نرى في زمننا هذا من ينصحنا ببر الوالدين يقدم رضاء الزوجة عليهما وإن ضاق الحال بهما سخّر لهما من يقوم برعايتهما من إحدى الدول ((عاملة منزلية)) ..
وإن ذهب بأحدهما إلى المستشفى لعلاج أو ماشابه لاتمر دقيقة إلا ويقلّب الساعة كم الوقت أضاع في الانتظار في تحسر وتذمر على مافاته من وقت لم يقضيه مع الصحبة ..
وفي النهاية يعود إلى المنزل بقلب فاتر و وجه حنون وهو يقول إن أردتم شيئاً فاتصلوا بي ؟؟؟ أنا في خدمتكم !!!
في اليوم التالي يذهب صاحبنا إلى عمله ويبدو عليه علامات الإرهاق من السهر مع صحبته والأنس مع زوجته .. فيسأله زميل له ما بالك مرهق ؟
فيرد عليه بصوت حزين لقد تعب والدي وكنت معه في المستشفى لوقت متأخر .. حتى حزن زميله ورد عليه بصوت لطيف جزاك الله خيراً على ما فعلته من بر بوالدك إني أتمنى ان أكون مثلك .. وهو كاذب مثله..
فالطيور على أشكالها تقع ..

كذلك حال المراجع لأحد الوزارات لا يتحدث مع الموظف إلا برقم .. فإن كان له معرفة بموظف فتجده يتجاوز من حوله وهو مظهر عظمته أمام الناس .. ويظهر الموظف تقديره للمراجع لأن الحياة أصبحت بهذا المظهر ..

كذلك الموظف إن رأى رئيسه أشرق وجهه بابتسامة لم يكشفها من قبل حتى في وجه أخيه وبدأ يتملق .. ضغط العمل وحسن تدبيره دون أن يسأله طامعاً في ثناء أو علاوات أوترقيات ..

كذلك الرئيس حاله مع الوزير .. والوزير مع الــ!! .. والـــ!! مع الدول العظمى .. والدول العظمى مع الشعوب .. والشعوب مع أنفسهم ..
ألسنا نعيش في دوامة المظاهر !!!!

هذا حال البشر .. أليس الحيوان الذي لايملك عقلاً اصبح أصدق صورة من حالتنا الذي نعلم منه حقيقة متى يجوع ويشبع .. ومتى يغضب ويسكن .. سبحان الخالق أصبحنا لانرى حقيقة أنفسنا .. أصبحنا في غموض شديد ..

وإن رأينا حقيقة شخص ما .. تملكنا الضجر .. كما نرى نور الصباح يكشف مايستره المساء ..
مازلت اأنتظر الليل حتى يطبق ظلمته لكي لا أرى إلا الصفاء .. هذا حال الناس ......

فثق أنك ترى نفسك في ........((( مــــــــرآة كاذبـــــــــة ))) .