التاريخ يؤكد دائما ان الكرة المصرية ارتبطت انتصاراتها وانكساراتها بمستوي الأهلي.. فلا تجد انجازا تحقق إلا وكان الأهلي في احسن حالاته.. بينما لا تضع يديك علي اخفاق إلا حينما يتراجع مستوي اصحاب الزي الأحمر!
الأرقام والاحصائيات تروي لنا ذلك بالتفصيل فحينما نعود بالذاكرة إلي الوراء وتحديدا في صيف عام 1934 نجد أن منتخبنا الذي خاض نهائيات كأس العالم بايطاليا كان معظم افراده تقريبا من الاهلي الذي كان يكتسح في هذا التوقيت كل البطولات التي يشارك فيها وعلي رأسها الكأس السلطانية.
أما في الأربعينيات فقد شقت مصر طريقها للعالمية رغم الظروف التي صاحبت انطلاق الحرب العالمية الثانية ومع ذلك فالوثائق تؤكد ان الأهلي كان يمتلك في هذا التوقيت اقوي فريق وكان 70% من قوام المنتخب من بين افراده.
الكرة المصرية تتبوأ مكانتها الافريقية في أواخر الخمسينيات من خلال حصولها علي أول بطولتين لكأس الأمم عامي 1957 و 1959 والمثير ان ذلك حدث وسط احتكار دائم للأهلي لبطولة الدوري التي كانت قد انطلقت عام 1948 بل اننا نذكر ان نجوم الأهلي كانوا هم محور اهتمام المتابعين لهاتين البطولتين وفي المقابل نجد ان هناك كثيراً من الاخفاقات حدثت للكرة المصرية في الستينيات فقط عندما كان الأهلي يمر بحالة من عدم الاتزان ربما بفعل دوافع سياسية كانت سائدة في هذا التوقيت لدرجة أننا نجد استقامة للمنتخب بحصوله علي المركز الرابع في دورة طوكيو عام 1964 فقط عندما شهد الاهلي صحوة في هذا العام رغم كل الظروف الصعبة التي كان يمر بها ابتعاد الأهلي عن مسرح البطولات كلف منتخبنا خسارة بطولة الأمم عام 1974 مع ان مصر كانت تنظم هذه البطولة.. والطريف اننا نجد اخفاقا جديدا عام 1978 في تصفيات كأس العالم امام تونس وهو نفس العام الذي خسر فيه الأهلي بطولة الدوري امام الزمالك بهدف اعتباري!
والغريب ان المنتخب كما يتأثر بالأهلي يؤثر فيه كما حدث عام 1982 في تصفيات كأس العالم امام المغرب فبعد خروج منتخبنا من هذه التصفيات تراجع مستوي الأهلي بشكل ملفت للأنظار لدرجة أنه خسر بطولتي الدوري عامين متواليين امام المقاولون العرب عام 1983 والزمالك عام.1984
الوضع نجده يخالف تماما عام 1986 حينما حصلت مصر علي بطولة الأمم الافريقية وحدث ذلك وسط سيادة مطلقة للأهلي علي بطولة الدوري حيث فاز بها اعوام 85 و 86 و 87 مع ان منتخبنا نفسه فشل في تحقيق أي انجاز عام 1984 في البطولة التي اقيمت بساحل العاج وهو نفسه العام الذي فاز فيه الزمالك ببطولة الدوري وكان الفريق قد فشل أيضا خلال نفس التوقيت في التأهل لنهائيات كأس العالم امام المغرب لثاني مرة!
المثير ان منتخبنا لم ينجح في التأهل لنهائيات كأس العالم بايطاليا إلا عندما كان الأهلي في احسن حالاته وكان قد فاز ببطولتي الدوري والكأس عام 1989 حينما كان يدربه الألماني المخضرم ديتريش فايتسيا.
يعود الاخفاق يسيطر علي الكرة المصرية في بطولات الأمم الافريقية أعوام 92 و94 مع ابتعاد الاهلي عن المنافسة حينما خسر بطولة الدوري اعوام 91 و 92 و93 لكن هذا الاخفاق يتلاشي تماما ويتحول إلي اعجاز بعد استعادة الأهلي لمكانته المحلية اعتبارا من نهاية عام 1994 مرورا بأعوام 95 و 96 و 97 و98 وهي التي شهدت حصول منتخبنا علي رابع القابه الافريقية ببوركينا فاسو وهي البطولة التي تألق فيها لاعبو الأهلي وعلي رأسهم كابتن الاهلي في هذا التوقيت "حسام حسن".
الاخفاق يعاود نفسه في تصفيات كأس العالم عام 2002 حينما كان الأهلي يخسر بطولة الدوري للعام الثاني علي التوالي امام الإسماعيلي وهو نفسه العام الذي توفي فيه المايسترو صالح سليم.
الألقاب تعود من جديد تفتح ذراعيها للكرة المصرية اعتبارا من عام 2006 من خلال بطولة الأمم الأفريقية التي نظمتها مصر وسط اشتراك 9 من لاعبي الأهلي ثم يتكرر نفس المشهد في غانا هذا العام والمدهش ان كل ذلك حدث بعد استعادة الأهلي لبطولته المفضلة بل وحصوله علي كأس مصر عامين متتاليين وهكذا نري ان الحظ يبتسم للكرة المصرية فقط حينما يكون الأهلي قادراً علي احراز البطولات.
ان نجوم الأهلي الذي حققوا الانجازات والبطولات للكرة المصرية لن يستطيع التاريخ أن يسقطهم من ذاكرته ابتداء بحسين حجازي مرورا بمختار التتش وصالح سليم والفناجيلي وطه اسماعيل والخطيب وطاهر ابوزيد وحسام حسن واخيرا أبوتريكة.